خالد الساعي

مالم تخض أتون حياة مراكش. و تشارك المرابطي ماءه و هواءه هناك سيغيب عنك جانب أو )بعد( من أبعاد لوحته.

حياة المدينة العامرة )مراكش( الملائمة بذلك الخليط المتجانس اممتناعم. من المادي للروحي الشرقي للغربي إلى آخر دهشة و غنى هذه الثنائيات

و لعل ساحة الفناء ) كصورة مكثفة( عن تلك الحياة بواقعيتها الساحرة تماثل لوحات المرابطي من زاوية ما. و المتتبع لأعمال المرابطي السابقة و

مقارنتها بما أنتج مؤخرا سيلحظ دون شك التصاعد في تلك الأعمال و انحيازها من أشكالها الهندسية المتوضعة برواية و عاطفة على سطح لوحته

إلى ) إتساع اللوحة مشهديا( و غناها على مستوى الخامة و تحريرها من الهندسية إلى المفوية و السخونة (بل و القدرية) الآتية من حوارين

مشتعلين أبدا.

حوار الأشكال الثابتة الثقيلة الدسمة و الأشكال السائحة الشفيفة الهوائية و ما ينتج عن ذلك الحوار من مفاجئات تشكيلية و دلالية. كأني باللوحة

تثي بشيء و تخفي خلف ستائرها نحيبا مأمولا.

ناهيك عن التحول اللوني من حواراته الصاخبة القرميدية الحمراء. إلى الإنتقال للألوان الرمادية الليلية المنسدلة كالستائر المائية يسيرها هوى

الفنان.

هذه الألوان الرمادية الذتية و الفاتحة تنل بلطف و سلاسة مستدعية ألوان أخرى تصب في أنهارها كالأخضر المغبر و الأزرق.

الحوار بأعمال المرابطي لا ينتهي الجدال بين كتل اللوحة الثابتة و الهوائية الشفيفة بل يمتد إلى عين الناظر و خيالاته و ربما شهواته و آماله.

مكملا دورته الحوارية. بين الأنا و الآخر.في ثنايا لوحاته اليوم/ حاضر/ مكثف/ بتنوعات الكولاج من جرائد و قماش و خشب. فلا يلجاً إلى استعارة

حيز المادة بل يدعوها شخصيا للتواجد و أثر الحياة حاضرا أيضا بما يحمل من دلالات» مثل حث اللوحة. توشيحها و دورة الزمن بالأشياء ستائر

المرابطي الهفهافة التي يحركها و يطرزها هواءه و هواه تأتي على أجزاء من الواقع الثقيل لتخفف وطأته .

المرابطي خلف لوحته. قائد لفرقة الألوان و الخطوط و العناصر يغير ايقاع الجوقة بأحمر عريض أو أسود متدلي متى لزم الأمر بعناية و إدراك.

دونما تشويشي على عفويتها و انطلاقها.

إن لوحة المرابطي الأخيرة بكل زخمها التقني و الشكلي إغراء ذهني و وجداني للغوص بمعاممه و استكشاف لغة اللون بلهجتها القسوى. المتعافية

من الحمولات الثقافية الإسقاطية و كيف أن عينا الفنان استطاعت إفراز العمارة و الموسيقا المراكشية بلبوس معاصر.