أدونيس

احتفاءً بمحمّد المرابطيٍ

قميصٌ الهواء

احتفاءً بمحمّد المرابطيَ

1

جاءت اللوحةٌ إلى البيت

طالعةً من أحضان الأرض

كان الضُوءٌ فيها محمولاً

على ذراع الظل

وكانت مادَيةُ الظاهر

.تتسربل بصوفيّة الباطن

الأرضُ في اللوحة

.أنوثةٌ اللو

2

القَرَسُ التي يمتطيها الظاهر

في ترخّله داخل اللوحة

سير على طريق تظلَلّها قِبابُ الباطن

هل تريدٌ أن تكونَ صديقاً للوحة المرابطيٌ؟

إذآً ينبغي أن تعرق

.وكيف تكونٌ مرهّفاً ونفّاذآً

.كما لو أن لك حواسٌ أخرى داخلّ حواسّك

4

أْضْعْوا إلى اللوحة

يتحدّث الباطنٌ همساً مع الظاهر

وَجَهْراً مع الفضاء

تَأمُلوا فيها

ألا تبدو الألوانٌ كأنها تيم

في بيت الشمس

حيث الضُوءٌ شهوة

5

والفضاءٌ السرير؟

ألا ترَؤن حِبْرَ الأرض

كيف ينسدلٌ كمثل منديلٍ

6

اسألوا هذه الياسمينة

عن الأبيض الأزرق الأحمر الأسود

مهما كان اللَّؤْنُ غامضاً

.تفهمه الزهورٌ والنباتات

7

هل تريدون أن تُتقَنوا تلك القراءة الضعبة

لوحدة الهواء والماءء الثّارٍ والتراب

في لوحة المرابطيٌ؟

.إذآ عليكم أن تتعلموا كيف تقرأون تقاسيم

الأرض

8

سترّؤنء فيما تتأمُلون وتقرأون

أن هويّة الفن عند المرابطيّ

هي أيضاً أن يبتكرّء باستمرار هويّته

كأنّه المكان 

.لابساً قميصّ الهواء

9

.يكتسي الضوءٌ بصوفيّة الظل

.يتعرّى الظل تحت َب الضُوء

10

إلى أين تُسافر هذه اللّوحة

حاضنةً طفولة المادة؟